هل وكيف يتدخل الله في حياتنا؟
الله، يقول لنا الكتاب المقدس، يتدخل من خلال وساطات وليس بطريقة مباشرة إلاَّ في حالات خاصة جداً ومن أجل الجميع وليس من أجل شخص معيّن:
تدخل في حياة بولس الرسول إنما من أجل نقل البشرى للآخرين. هذه الوساطات متعددة جداً: حوادث التاريخ، الأنبياء، أشخاص يختارهم، الخ. والوساطة بحد ذاتها هي بدون شك يسوع المسيح:«من رآني فقد رأى الآب». يبقى المهم في هذا الموضوع هو أن الله لا يتدخل في حياتنا خارجاً عن إرادتنا وحريتنا. بمعنى آخر لا يمكن لله أن يتدخل ويغيّر مجرى التاريخ كما نتمنى، لأنه يريدنا أحراراً وشركاء في بناء ملكوته: «إِنَّ الفُقَراء هم عِندكم دائِماً أَبَداً» (يو 12، 8)، فلم يقل بأنه سوف يلغي الفقر من العالم لأن هذه هي مهمتنا ولكن لتحقيق هذه المهمةعلينا أن نضع يدنا بيده. في هذا الصدد أيضاً نتوقع من الله أن يعطينا ما نريد فنكثر من الطلبات بينما المسيح واضح تماماً بأن الله لا يملك شيئاً يعطينا إياه سوى الروح القدس: «فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون أن تعطوا العطايا الصالحة لأبنائكم، فما أولى أباكم السماوي بأن يهب الروح القدس للذين يسألونه » (لو 11، 5).