مسيرة التلاميذ بحسب إنجيل مرقس 5.2
المثل الثالث ــ مثل حبة الحنطة ــ مثل متأقلم مع الوضع. التلاميذ المرافقين ليسوع يلاحظون بأن مجموعتهم صغيرة، وأنها لا تتطور، وكثيرون لا يأخذون على محمل الجد معلمهم. فهو سيجيب على الأسئلة التي لا يجرؤن على طرحها. فيروي مثل حبة الحنطة، الحبة الصغيرة. «لا تخافوا، يقول لهم، فملكوت السماوات يبدأ بصبر. لا تدّعوا الحصول على نتائج فورية! دعوه ينبت وينمو! حبوب صغيرة، حبوب غير مرئية تبدأ، ستلد النجاح الكبير لسر ملكوت الله». يسوع يطلب من التلاميذ شيك أبيض، إن صح التعبير. يطلب الثقة المطلقة «تعالوا اتبعوني! ولكن على عكس ما تعتقدون، ما تتخيلون، لست بزعيم الجموع. انظروا! ملكوت الله مقترح أو معروض ببساطة لضمير كل إنسان. ولكن لكونه قدرة الله، فهو سيتطور حتماً. مع القليل، سينتج الله الكثير. مع القليل، سيحقق ملكوتاً هائلاً». هكذا يربّي يسوع تلاميذه، والكنيسة الأولى تكرر هذا التعليم للموعوظين. اغلقوا أعينكم على ما يبدو على أنه الواقع لتفتحوها على واقع ملكوت الله السري أو الخفي الذي ينمو بصمت، دون أن نلاحظ ذلك. في وقته، سيحمل ثمراً.