الكلمة

المقالات

تصفح المقالات حسب التصنيفات الرئيسية في الموقع، بما فيها عظات قداديس أيام الآحاد على مدار السنة

العظات، يحتوي على عظات قداس الأحد على مدار السنة

موعظة يوم الأحد 5 أيار 2024. موعظة الأحد السادس من الزمن الفصحي

2024-May-06 | عظات | 193

أع 10، 25 – 26. 34 – 35. 44- 48      1 يو 4، 7 – 10       يو 15، 9 – 17

 

الملفت للانتباه في نص اليوم، هو أن رمز الكرمة يترك المكان لمن يبرره بالعمق، الحب الذي مصدره الآب. بعد أن خلص المقطع الأول بأن الهدف النهائي هو تمجيد الآب، يعود يسوع للأصل، لحب الآب له والذي يؤسس حبه للبشر. ثم يركز النص على حب الابن لتلاميذه وحبهم المتبادل. من الآب إلى الابن، من الابن للتلاميذ، ثم بين التلاميذ بعضهم لبعض، حب واحد يتدفق باستمرار. ثم يضيف كلمة أصدقائي إلى فعل الحب. هذا المقطع يرتبط بقوة مع نص الأحد الماضي من خلال التشديد على الإقامة، وأخيراً، من خلال منظور الثمار.

نص اليوم يشكل إذن استمرارية غير مباشرة لتقليد شعب العهد القديم، لأن الكرمة التي هي الشعب يعود وجودها لحب الله. إنه أيضاً استمرارية لفكر يوحنا الذي يركز على وحدة الكرمة مع الأغصان. فالحب هو محتوى الوجود المسيحي. في مركز النص لدينا موت المسيح كعمل حب أعظم. الآية: «لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه» تشكل مفصل بين الفكرة الأولى، التواصل المستمر للحب، والفكرة الثانية الممحورة حول دعوة التلاميذ بالأصدقاء والموجهة للثمر الذي يبقى، ثم تلبية الآب لطلب التلاميذ.

ذكر الآب الذي يحب، والآب الذي يعطي يشكل إطار للنص يتبعه وصية الحب المتبادل في نهاية النص. إذا كانت «أنا» الابن تفرض ذاتها في كل آية، tتبعيتها للآب مسلط الضوء عليها. كشف الحب السابق للتلاميذ يقود إلى دعوة: اثبتوا في الحب، في محبتي. هذه الدعوة تقول أكثر من سابقتها في نص الأحد الماضي: اثبتوا في. فلا يكفي أن نبقى متمسكين بالإيمان بيسوع، إنما، أكثر عمقاً، أن نعيش في الحب الذي نستقبله منه، وبالتالي من الآب.

وصف الحب بأنه حب الابن يهدف للتشديد على دور الابن بالقرب من التلاميذ واكتراثه في العلاقة المقترحة على التلاميذ. يسوع يتغلغل في عمق الواقع. حب الآب يسبق الإقامة التي من خلالها يصبح الاثنان واحداً، دون أن يبقوا اثنين. الثبات في حب يسوع ليس موضوع مشاعر أو خبرة صوفية، إنما اتحاد الإرادات. هذا يعني عملياً البقاء أمينين له بطاعتنا لوصاياه الآية: «إِذا حَفِظتُم وَصايايَ تَثبُتونَ في مَحَبَّتي كَما أَنِّي حَفِظتُ وَصايا أَبي وأَثبُتُ في مَحَبَّتِه».

بحسب خطاب الوداع الأول، الحب وحفظ الوصايا هم بالنسبة للمؤمنين حقيقة واحدة، كما هو حال يسوع نفسه عندما يقول: «وما ذلِكَ إِلاَّ لِيَعرِفَ العالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآب وأَنِّي أَعمَلُ كما أَوصاني الآب» (14، 31). نص اليوم يشكل استمرارية بين أمانة التلاميذ لوصايا الابن وأمانة الابن لوصايا أبيه، التي من خلالها يقيم فيه، في حبه. بكلمة «كما» التي تسبقهم، تصرف الابن هو أكثر من موديل، إنه نموذج ومصدر تصرف المؤمنين.

الآية 10"إذا حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أني حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته" تعكس بطريقة معاكسة محتوى الآية 9 "كما أحبني الآب فكذلك أحببتكم أنا أيضاً أثبتوا في محبتي ". إنها تبين جواب الابن وجواب المؤمنين على الحب المُستقبل. والآيتين معاً تبدأ وتنتهي بحب الآب. الآية حول الفرح «قُلتُ لَكم هذهِ الأشياءَ لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامّاً» تبدو أنها توقف الحركة التي من حب الله تذهب إلى الحب المتبادل بين الأخوة «وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضاً كما أَحبَبتُكم».

 

SHARE