الكلمة

المقالات

تصفح المقالات حسب التصنيفات الرئيسية في الموقع، بما فيها عظات قداديس أيام الآحاد على مدار السنة

العظات، يحتوي على عظات قداس الأحد على مدار السنة

موعظة يوم الأحد 16 آذار 2025. موعظة الأحد الثاني من زمن الصوم

2025-Mar-16 | عظات | 166

تك 15، 5 – 18   فيل 3، 20 – 4، 1    لو 9، 28 – 36  

 

«في ذَلِكَ الزّمان: مَضى يَسوعُ بِبُطرسَ ويوحنَّا ويعقوب، وصعِدَ الجَبَلَ لِيُصَلِّي. وبَينَما هو يُصَلِّي، تَبَدَّلَ مَنظَرُ وَجهه، وصارَت ثِيابه بِيضًا تَتَلألأُ كَالبَرْق. وإِذا رَجُلانِ يُكَلِّمانِه، وهُما مُوسى وإِيلِيَّا، قد تَراءَيا في المَجد، وأَخَذا يَتَكلَّمانِ على رَحيلِه الَّذي سَيتِمُّ في أُورَشَليم. وكان بُطرُسُ واللَّذانِ معَه قد أَثقَلَهُمُ النُّعاس. ولكِنَّهُمُ استَيقَظوا فَعايَنوا مَجدَه والرَّجُلَينِ القائميَنِ مَعَه، حتَّى إِذا هَمَّا بِالانصِرافِ عَنه قالَ بُطرُسُ لِيَسوع: «يا مُعَلِّم حَسَنٌ أَن نَكونَ ههُنا. فلَو نَصَبنا ثَلاثَ خِيَم، واحِدَةً لَكَ وواحدةً لِموسى وواحِدةً لإِيليَّا!» ولم يَكُنْ يَدري ما يَقول. وبَينَما هو يَتَكَلَّم، ظهَرَ غَمامٌ ظَلَّلهُم، فلمَّا دَخَلوا في الغَمام خافَ التَّلاميذ. وانطَلَقَ صَوتٌ مِن الغَمامِ يَقول: «هذا هوَ ابنِيَ الَّذي اختَرتُه، فلَه اسمَعوا». وَما إِنْ دَوَّى الصَّوت، حَتَّى بَقِيَ يَسوعُ وَحدَه. فالتَزَموا الصَّمْتَ، وَلَمْ يُخبِروا أَحدًا في تِلكَ الأَيَّامِ بِشَيءٍ ممَّا رَأَوا».

الموعظة

في قصة التجلي، يكشف يسوع لتلاميذه، بطرس، يعقوب ويوحنا، من هو في الحقيقة. من هو هذا الإله الذي التقى به التلاميذ على الجبل والذي لا نزال نؤمن به، إلى حد ما، اليوم؟ من هو يسوع؟ المهم هو توقيت هذا الحدث في حياة يسوع. لقد صنع أشياء عظيمة؛ كثر الخبز وأطعم خمسة آلاف شخص. تحدث بالحكمة والعدل، على عكس زعماء تلك اللحظة. وبطرس اعترف، باسم التلاميذ، بأن يسوع هو المسيح الذي يجب أن يجمع الناس ويبني مملكة أبدية (لوقا 9، ​​20).

إنه الإله الذي وعد إبراهيم منذ البدء بنسل كثير كنجوم السماء، كما سمعنا في القراءة الأولى. يسوع لا يُناقض تلاميذه. ولكن التلاميذ لم يفهموا لأنه أعلن لهم صراحة ما سيحدث: يَجِبُ على ٱبنِ الإِنسانِ أَن يُعانِيَ آلامًا شَديدة، وأَن يَرذُلَه الشُّيوخُ وعُظَماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة، وأَن يُقتَلَ ويقومَ في اليَومِ الثَّالِث (لوقا 9: ​​22). ولم يفهم التلاميذ ذلك، خاصة وأن يسوع أضاف من أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسِه ويَحمِلْ صَليبَه كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني (لوقا 9: ​​23). السؤال: هل نحن واضحون بشأن كلمات يسوع هذه؟

إنها تخصنا جميعا. في هذه اللحظة بالتحديد، على هذا الطريق بين الموت والحياة، وبعد هذه الكلمات الغامضة، تم حدث التجلي وظهرت هذه الرؤية لبطرس ويعقوب ويوحنا على الجبل، وكأنهم كانوا بحاجة إلى هذا الوميض من النور حتى يفهموا ويستمروا في اتباعه. يسوع تجلى، وأصبح وجهه مختلفًا تمامًا، مضيءً وباهرًا، وملابسه بيضاء مبهرة. فهو ليس إنسانًا فقط، بل هو أيضًا الله الأبدي. إنه بمثابة استباق لقيامته. ثم هناك موسى وإيليا على جانبي يسوع المتجلي: كلاهما كان لهما، في تاريخ شعب الله، علاقة مميزة مع الله.

إنهما الشخصيتين الكبيرتين في تاريخ الشعب. ويقال في جميع أنحاء الكتاب المقدس أن إيليا سوف يعود، ليظهر خلاص الله للشعب. بالقرب من يسوع، يكشفون عن مهمته الحقيقية: إنه إيليا الجديد، رجاء الكتاب المقدس بأكمله. وقد تُثبت يسوع في هذه الرسالة بصوت من السماء: «هذا هو ابني الذي اخترته! فله اسمعوا» ولكن التلاميذ ما زالوا لا يفهمون ولهذا السبب لن يقولوا شيئاً لرفاقهم عندما ينزلون من الجبل.

فقط عندما يتحقق ما تم الكشف عنه للتو سوف يتذكرون هذا النور في قلب ليلتهم ويعلنونه لجميع الأمم. ونحن؟ ماذا يقول لنا هذا الحدث عن وجودنا؟ نحن بشر. إذا تمسكنا بتجربتنا الإنسانية، فلن يكون للحياة معنى كبير. في مواجهة كل التجارب التي نمر بها، ألا نقول أحيانًا أن الحياة غير عادلة، وغير مفهومة، وغامضة؟ عندما نسمع ما يحدث في جميع أنحاء العالم، في الكنيسة، لا نفهم... يتم إساءة معاملة عائلاتنا، ويبدو أن طريقة عيشنا في المجتمع لا تفعل شيئًا لتحسين العلاقات التي تربطنا ببعضنا البعض.

نحن دائما نعود لنفس السؤال؟ لماذا كل هذه المشاكل؟ لماذا ينتهي كل شيء بالموت؟ هذا هو الحال! يقول لنا يسوع أنه عندما يأخذ على عاتقه حالتنا البشرية، فإنه يأخذها إلى النهاية... إلى نهاية المعاناة والظلم. إنه البريء الذي يتعرض للتعذيب، وهو الضحية... ويطلب منا ألا نخاف، نحن أيضًا، وأن نتقبل حياتنا كما هي، بأفراحها وعظمتها، بأحزانها وتجاربها. لأنه هو الله، الذي اختاره الله، فهو يعطي لكل حياة أن تكون منتصرة. إنه هو الذي يحب ويخدم...

لقد جاء ليظهر لنا الطريق، ليخبرنا أن هذه الحياة التي نعيشها لها معنى، وهو الذي يسكن إنسانيتنا بكل أبعادها ويأخذها على عاتقه حتى الموت من أجلها. فهو ينير ويغير وجودنا. دعونا نأخذ الوقت، خلال مسيرة صومنا للتأمل في هذا الإله الذي يظهر لنا الطريق وينيرنا!

SHARE