الكلمة

المقالات

تصفح المقالات حسب التصنيفات الرئيسية في الموقع، بما فيها عظات قداديس أيام الآحاد على مدار السنة

العظات، يحتوي على عظات قداس الأحد على مدار السنة

موعظة يوم الأحد 28 أيلول 2025. موعة الأحد السادس والعشرين من الزمن العادي

2025-Sep-29 | عظات | 97

عامو 6، 1 – 7      1 تيم 6، 11 – 16     لو 16، 19 – 31

  

«في ذلك الزَّمان: قال يسوع للفريسيين: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلبَسُ الأُرجُوانَ والكَتَّانَ النَّاعِم، ويَتَنَعَّمُ كُلَّ يَومٍ بِمَأدُبَةٍ فاخِرة. وكانَ رَجُلٌ مسكين اسمُه لَعازَر مُلْقىً عِندَ بابِه قد غطَّتِ القُروحُ جِسْمَه. وكانَ يَشتَهِي أَن يَشبَعَ مِن فُتاتِ مائِدَةِ الغَنيّ. غَيرَ أَنَّ الكِلابَ كانت تأتي فتَلحَسُ قُروحَه. وماتَ المسكين فحَمَلَتهُ المَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبراهيم. ثُمَّ ماتَ الغَنيُّ ودُفِن. فرَفَعَ عَينَيهِ وهوَ في الجَحيم يُقاسي العَذاب، فرأَى إِبْراهيمَ عَن بُعدٍ ولَعازَرَ في أَحضانِه. فنادى: يا أبتِ إِبراهيمُ ارحَمنْي فأَرسِلْ لَعاَزر لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصبَعِه في الماءِ ويُبَرِّدَ لِساني، فإِنِّي مُعَذَّبٌ في هذا اللَّهيب. فقالَ إِبراهيم: يا بُنَيَّ، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلتَ خَيراتِكَ في حَياتِكَ ونالَ لَعاَزرُ البَلايا. أَمَّا اليَومَ فهو ههُنا يُعزَّى وأَنت تُعَذَّب. ومع هذا كُلِّه، فقد أُقيمَت بَيننا وبَينَكم هُوَّةٌ عَميقة، لِكَيلا يَستَطيعَ الَّذينَ يُريدونَ الاجتِيازَ مِن هُنا إِلَيكُم أَن يَفعَلوا ولِكَيلا يُعبَرَ مِن هُناك إِلَينا. فقال: أَسأَلُكَ إِذًا يا أَبتِ أَن تُرسِلَه إِلى بَيتِ أَبي، فإِنَّ لي خَمسَةَ إِخَوة. فَلْيُنذِرْهُم لِئَلاَّ يَصيروا هُم أَيضًا إلى مَكانِ العَذابِ هذا. فقالَ إِبراهيم: عندَهُم موسى والأَنبِياء، فَلْيَستَمِعوا إِلَيهم. فقال: لا يا أَبتِ إِبراهيم، ولكِن إذا مَضى إِليهِم واحِدٌ مِنَ الأَمواتِ يَتوبون. فقالَ له: إِن لم يَستَمِعوا إِلى موسى والأَنبِياء، لا يَقَتَنِعوا ولو قامَ واحِدٌ مِنَ الأَموات»

الموعظة

نحن أمام شخصين الواحد غني والثاني فقير. القول الشعبي يقول إنه من الأفضل أن أكون غنياً وبصحة جيدة من أن أكون فقيراً ومريضاً أو أهم شيء في الحياة هي الصحة. وبالتالي ليس لنا الرغبة أن نكون مكان هذا الفقير! ولكن الملفت للانتباه هو أن هذا الفقير له اسم: لعازر الذي يعني «الله يساعد». بينما الغني ليس له اسم. ماذا يعني ذلك؟ هل هذا يعني أن الفقير معروف من قبل الله بينما الغني فهو معروف فقط من قبل ذاته؟ في كل الأحوال الأمر الأكيد أن الاثنين، الغني ولعازر ماتوا. وهذا هو مصيرنا المشترك.

 

سواء كنا أغنياء أم فقراء سوف نموت يوماً ما. على عكس الأغنية الفرنسية في الستينات التي تقول سنذهب جميعاً إلى الجنة لكن أنا شخصياً لا أؤمن بالله، الإنجيل لا يقول ذلك. فالاثنين افترقا عن يعضهما البعض. يقول يسوع «بيننا وبينكم أُقيمت هوة عميقة لِكَيلا يَستَطيعَ الَّذينَ يُريدونَ الِٱجتِيازَ مِن هُنا إِلَيكُم أَن يَفعَلوا ولِكَيلا يُعبَرَ مِن هُناكَ إِلَينا». ما هي هذه الهوة؟ إنها كل ما يبعدنا ويفصلنا عن الله في هذه الحياة. عالم الله خارج عن إدراكنا بما أنه لا يخضع للأمور المادية الملموسة.

قد نؤمن بأن الله موجود وهذا أمر منطقي لكننا لا نعرف الله طالما لم يكشف عن ذاته. لقد كشف عن ذاته بشخص يسوع ويمكننا بالتالي أن نعرف شيئاً عن الله، لكننا عاجزون عن معرفته بالعقل وبالأمور المادية الأخرى التي تسمح لنا بمعرفة الآخرين. إذاً هناك هوة عميقة بينه وبيننا. لكن الله ردم هذه الهوة بشخص ابنه يسوع. يسوع صار إنساناً وأخذ جسدنا وخضع لتقلبات حياتنا الجسدية: الجوع، التعب وحتى الألم والموت، بقيامته بجسده الإنساني عبر بنا من هذه الهوة اللانهائية، عبر بنا من كل ما يفصلنا عن الله.

 

والسؤال هل من الممكن أن لا تزال هذه الهوة موجودة حتى اليوم؟ بالطبع، بما أننا نحن من نحفر هذه الهوة. أنانيتنا هي التي تحفر هذه الهوة التي لا يمكن تجاوزها لدرجة أن الله لا يمكنه أن يلتحق بنا بما أنه يحترم حريتنا بشكل مطلق. عندما ننغلق في فرديتنا، في أنانيتنا وننفصل عن الله والآخرين نفقد هويتنا ونصبح كالغني لا اسم لنا وننفصل عن الحب المؤسس لإنسانية على صورة الله. هذه الهوة مُعبر عنها بباب الغني الذي يفصله عن الفقير بينما المُفترض على الغني، أن يرى الله فيه.

 

فإذا كنا على صورة الله فلأننا قادرون على أن نحب: «أحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم» يقول لنا يسوع. عندما نكون غير قادرين على هذا الحب، نحفر هذه الهوة التي عبرها ويسوع وسمح لنا بقيامته بعبورها بدورنا بحبنا له وباتباعه. فمن هو الفقير؟ إنه لعازر بالطبع لكنه أيضاً وبشكل خاص يسوع نفسه هو من قال «كنت جائعا، عطشان، مريض سجين، فأطعمتموني وسقيتموني وزرتموني..... كل ما فعلتم بأحد أخوتي هؤلاء الصغار فلي فعلتموه». هكذا نعبر هذه الهوة. إذا كنا قادرين على رؤية الله في الفقير ونخدمه آنذاك نعبر الهوة.

 

وكما يقول بولس في رسالة اليوم «أُوْصيكَ، في حَضرَةِ اللهِ الَّذي يُحيِي كُلَّ شَيء وفي حَضرَةِ المسيحِ يسوعَ الَّذي شَهِدَ شَهادةً حَسَنَةً في عَهْدِ بُنطِيوس بيلاطُس، أَن تَحفَظَ هٰذه الوَصِيَّةَ وأَنتَ بَريءٌ مِنَ العَيبِ واللَّومِ إِلى أَن يَظهَرَ رَبُّنا يسوعُ المسيح». 

 

 

SHARE