الكلمة

المقالات

تصفح المقالات حسب التصنيفات الرئيسية في الموقع، بما فيها عظات قداديس أيام الآحاد على مدار السنة

العظات، يحتوي على عظات قداس الأحد على مدار السنة

موعظة يوم الأحد 15 تشرين الثاني 2023. موعظة الأحد الثامن والعشرين من الزمن العادي

2023-Oct-15 | عظات | 243

أش 25، 6- 9     فيل 4، 12- 20    متى 22، 1- 14

 

«في ذَلِكَ الزَّمان، كَلَّمَ يسوعُ بالأَمثالِ الأَحبارَ وَشُيوخَ الشَّعبِ مَرَّةً أُخْرى قال: «مَثَلُ مَلكوتِ السَّمَواتِ كَمَثَلِ مَلِكٍ أَقامَ وَليمةً في عُرسِ ابنِه. فأَرسَلَ عَبيدَهُ لِيَدعوا المَدعُوِّينَ إِلى العُرْس فأَبَوا أَن يَأتوا. فأَرسَلَ عَبيداً آخَرين وأَوعَزَ إِلَيهم أَن «قولوا لِلمَدعُوِّين: ها قد أَعدَدتُ وَليمَتي فذُبِحَت ثِيراني والسِّمانُ مِن ماشِيَتي، وأُعِدَّ كُلُّ شَيء فتَعالَوا إِلى العُرْس» ولكِنَّهم لم يُبالوا، فَمِنهُم مَن ذَهبَ إِلى حَقلِه، ومِنهُم مَن ذَهبَ إِلى تِجارتِه. وأَمسَكَ الآخَرونَ عَبيدَهُ فَشَتَموهم وقَتَلوهم فَغَضِبَ الملِكُ وأَرسلَ جُنودَه، فأَهلَكَ هؤُلاءِ القَتَلَة، وأَحرَقَ مَدينَتَهم ثُمَّ قالَ لِعَبيدِه: «الوَليمَةُ مُعَدّةٌ ولكِنَّ المَدعوَّينَ غيرُ مُستَحِقِّين، فَاذهَبوا إِلى مَفارِقِ الطُّرق وَادعُوا إِلى العُرسِ كُلَّ مَن تَجِدونَه» فخرَجَ أُولَئِكَ العَبيد إِلى الطُّرُق، فجمَعوا كُلَّ مَن وجَدوا مِن أَشْرارٍ وأَخيار، فامتَلأَت رَدهَةُ العُرْسِ بِالجُلَساءِ ودَخَلَ المَلِكُ لِيَنظُرَ الجُلَساء فرَأَى هُناكَ رَجُلاً لَيسَ عَلَيهِ ثّوبُ العُرْس، فقالَ له: «يا صديقي، كَيفَ دخَلتَ إِلى هُنا، ولَيسَ عليكَ ثَوبُ العُرس؟» فلم يُجِبْ بِشَيء فقالَ المَلِكُ لِلخَدَم: «شُدُّوا يَديَه ورِجلَيه، وأَلقوهُ في الظُّلمَةِ البَرَّانِيَّة. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان» لأَنَّ جَماعَةَ النَّاسِ مَدْعُوُّون، ولكِنَّ القَليلينَ هُمُ المُخْتارون»

الموعظة

بعد أمثال الخادم الذي لا يرحم، وعمال الساعة الحادية عشرة، صاحب الكرم وابنيه، والكرامين القتلة: أرجو ألا تتعبوا من كل أمثال القديس متى التي نسمعها من الأحد إلى الأحد. اليوم لدينا ضيوف العرس، مثل معقد لأنه عبارة عن روايتين من طبيعة مختلفة تكمل بعضها البعض: الأولى هي رواية رمزية (قصة مصورة)، والثانية هي لغز رائع. كلاهما يكمل الآخر ويتحدثان إلينا عن اليوم.

الرواية الأولى عبارة عن قصة رمزية، لكنها مفهومة تمامًا. الملك يمثل الله. العيد هو الاحتفال الذي أعده الله لنا في الحياة الأبدية. ابن الملك هو يسوع المسيح. أول المرسلين هم الأنبياء. والمرسلين بعدهم هم الرسل. الضيوف الذين يرفضونهم بأدب أو يرفضونهم بعنف هم اليهود الذين لم يعترفوا بيسوع. أولئك الذين يُدعون من الشارع هم الوثنيون، الصالحون منهم والأشرار على السواء؛

أي أولئك الذين في الثقافة اليونانية الرفيعة المستوى وكذلك أولئك الذين يأتون، كالمؤمنين من جماعة كورنثوس الأولى، أتوا من بعيد جدا. من المؤكد أن حرق المدينة هو إشارة غير مباشرة إلى القدس التي دمرتها الجيوش الرومانية عام 70. يقول المختصين في الكتاب المقدس أن إنجيل متى كُتب في وقت تم فيه استبعاد المسيحيين من أصل يهودي من المجمع. البعض منهم انسحب إلى أنطاكية في سوريا.

ومن هناك، يذهبون في جولة تبشيرية، من مجمع إلى آخر، ليقولوا لإخوتهم وأخواتهم، تمامًا كما في المثل: «انتبهوا، فكروا جيدًا، عندما تخرجوننا. هذه هي المرة الأخيرة التي نقول لكم فيها: يسوع هو مسيحنا». ولهذا السبب إنجيل متى، هو في آنٍ معاً، مثير للجدل للغاية ومتوسل للغاية. وموضوع الحكم هو باستمرار «في الخفاء». والرواية الثانية ترتبط بالرواية التي وصفناها.

إذن نحن أمام حفل زفاف الابن. في قاعة الزفاف، لكن الغريب أننا نجد أنفسنا في لحظة الدينونة الأخيرة. دخل الملك ليفحص كل ضيف حرفيًا. زواج غريب. الجميع يرتدون ملابس احتفالية باستثناء واحد سيقضي وقتًا سيئًا. تبدأ محادثة صريحة مع هذا الضيف الذي لا يجيب. وها هو مدرج على القائمة السوداء في الظلام. في مجتمع يسوع، وقت العرس، سيد البيت، خاصة إذا كان غنيا، هو الذي يقدم هدية لضيوفه (مثل اليوم، عندما يتم توزيع الشوكولاتة في نهاية الإكليل).

وهناك عُرضت عليهم قطعة ملابس جديدة، وهي، بالنسبة للفقراء، هدية غير عادية. وهذا الأمر يساعدنا على فهم مفاجأة رب البيت: «يا صديقي ماذا فعلت بالهدية التي قدمتها لك؟ من المستحيل أن تبقى في حفل العرس إذا رفضت هديتي» ولهذا السبب طردوه الخدام. ماذا يعني ذلك كله؟ متى، بعد أن تبنى تعليم يسوع، يتتبع تاريخ الخلاص بأكمله ويوجه نداءً قويًا جدًا إلى إخوته اليهود.

لكن في الرواية الثانية، رواية يسوع تتعلق بالمسيحيين، الذين لبسوا ثوب المعمودية ولكنهم تخلوا عنه: «ليس لكونك دخلت قاعة العرس التي هي الكنيسة فإنك ستخلص!» هذا تعليم قوي جدًا لأنه موجه إلى جميع المؤمنين، سواء كانوا يهودًا أو مسيحيين جدد. إن معموديتك ليست «وثيقة تأمين ضد جميع الأخطار»؛ عليك أن تهتدي. والاهتداء طريق طويل. المدعوون كثيرون، لكن قليلون مختارون، وقليلون يثابرون إلى النهاية.

النعمة مقدمة ولكنها تتضمن مسؤولية كل شخص. لن يتم الانتهاء من هذا الاهتداء أبدًا، إذا كنت تريد حقًا عيش العرس. لكن المثل يذهب إلى أبعد من ذلك. وما زال المفسرون مندهشين من أن هذا الرجل الذي لا يرتدي ملابس العرس لم يقل شيئًا، بقي صامتاً. وخاصة: لماذا قيدوا يديه وقدميه؟ فهو لم يقتل أحداً في النهاية! المصطلحات اليونانية لهذه العبارة هي تمامًا نفس المصطلحات الخاصة بآلام يسوع.

هل تتذكرون أن يسوع لم يرد على بيلاطس. يبقى صامتا. لدينا هنا معنى مشفر رائع يجب فك شفرته: يسوع، بطريقة غامضة، أخذ مكان الشخص المرفوض من الدينونة الأخيرة. لذلك فإن هذا المثل هو دعوة قوية جدًا إلى الاهتداء، لكنه يقول دائمًا: «إن اهتداءك هو أن تؤمن برحمة الآب، تمامًا كما تؤمن بمسؤوليتك». هذه هي مشكلة حياتنا. فإما أن نلتزم بمسؤوليتنا بالكامل، لكننا نجازف بنسيان الرحمة.

وإما نستقبل الرحمة بشكل كامل، ولكننا نهمل مسؤوليتنا. فاليوم، نحن مدعوين لاختيار ثوب العماد ونلبسه كل يوم ونحافظ على نقاوته. فنكون قادرين على عيش الرحمة والمسؤولية. لتحقيق ذلك، علينا الذهاب دون خوف إلى مغفرة الرب: هذه هي الخطوة الحاسمة للدخول إلى قاعة العرس للاحتفال بعيد الحب معه.

SHARE