الكلمة

المقالات

تصفح المقالات حسب التصنيفات الرئيسية في الموقع، بما فيها عظات قداديس أيام الآحاد على مدار السنة

العظات، يحتوي على عظات قداس الأحد على مدار السنة

موعظة يوم الأحد 20 نيسان 2025. موعظة أحد القيامة

2025-Apr-20 | عظات | 129

أع 10، 34. 37 – 43    1 قور 5، 6 – 8       لو 24، 13، 35

 

وإِذا بِٱثنَينِ مِنهُم كانا ذَاهِبَينِ، في ذٰلكَ اليَومِ نفسِه، إِلى قَريَةٍ اِسمُها عِمَّاوُس، تَبعُدُ نَحوَ سِتِّينَ غَلوَةً مِن أُورَشَليم. ١٤وكانا يَتَحدَّثانِ بِجَميعِ هٰذِه الأُمورِ الَّتي جَرَت. ١٥وبَينَما هُما يَتَحَدَّثانِ ويَتَجادَلان، إِذا يسوعُ نَفْسُه قد دَنا مِنهُما وأَخَذَ يَسيرُ معَهما، ١٦على أَنَّ أَعيُنَهُما حُجِبَت عن مَعرِفَتِه. ١٧فقالَ لَهما: «ما هٰذا الكَلامُ الَّذي يَدورُ بَينَكُما وأَنتُما سائِران؟» فوَقفا مُكتَئِبَين. ١٨وأَجابَه أَحَدُهما وٱسمُه قَلاوبا: «أَأَنتَ وَحدَكَ نازِلٌ في أُورَشَليم ولا تَعلَمُ الأُمورَ الَّتي جَرَت فيها هٰذِه الأَيَّام؟» ١٩فقالَ لَهما: «ما هي؟» قالا له: «ما يَختَصُّ بِيَسوعَ النَّاصِريّ، وكانَ نَبِيًّا مُقتَدِرًا على العَمَلِ والقَولِ عِندَ اللهِ والشَّعبِ كُلِّه، ٢٠كَيفَ أَسلَمَه عُظَماءُ كَهَنَتِنا ورُؤَساؤُنا لِيُحكَمَ علَيهِ بِالمَوت، وكَيفَ صَلَبوه. ٢١وكُنَّا نَحنُ نَرجو أَنَّه هو الَّذي سيَفتَدي إِسرائيل. ومعَ ذٰلكَ كُلِّه فهٰذا هوَ اليَومُ الثَّالِثُ مُذ جَرَت تِلكَ الأُمور. ٢٢غيرَ أَنَّ نِسوَةً مِنَّا قد حَيَّرنَنا، فإِنَّهُنَّ بَكَرنَ إِلى القَبْرِ ٢٣فلَم يَجِدنَ جُثمانَه فرَجَعنَ وقُلنَ إِنَّهُنَّ أَبْصَرْنَ في رُؤيةٍ مَلائكةً قالوا إِنَّه حَيّ. ٢٤فذهَبَ بَعضُ أَصْحابِنا إِلى القَبْر، فوَجَدوا الحالَ على ما قالَتِ النِّسوَة. أَمَّا هو فلَم يَرَوه». ٢٥فقالَ لَهما: «يا قَليلَيِ الفَهم وبطيئَيِ القَلْبِ عنِ الإِيمانِ بِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِه الأَنبِياء. ٢٦أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه؟» ٢٧فبَدأَ مِن مُوسى وجَميعِ الأَنبِياء يُفَسِّرُ لَهما في جَميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه. ٢٨ولمَّا قَرُبوا مِنَ القَريَةِ الَّتي يَقصِدانِها، تَظاهَرَ أَنَّه ماضٍ إِلى مَكانٍ أَبعَد. ٢٩فأَلَحَّا علَيه قالا: «أُمكُثْ مَعَنا، فقد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار». فدَخَلَ لِيَمكُثَ معَهما. ٣٠ولمَّا جَلَسَ معَهُما لِلطَّعام، أَخذَ الخُبْزَ وبارَكَ ثُمَّ كَسَرَه وناوَلَهما. ٣١فٱنفَتَحَت أَعيُنُهما وعَرفاه فغابَ عنهُما. ٣٢فقالَ أَحَدُهما لِلآخَر: «أَما كانَ قَلبُنا مُتَّقِدًا في صَدرِنا، حينَ كانَ يُحَدِّثُنا في الطَّريق ويَشرَحُ لَنا الكُتُب؟» ٣٣وقاما في تِلكَ السَّاعَةِ نَفْسِها ورَجَعا إِلى أُورَشَليم، فوَجَدا الأَحَدَ عشَرَ والَّذينَ مَعَهم مُجتَمِعين، ٣٤وكانوا يَقولون إِنَّ الرَّبَّ قامَ حَقًّا وتَراءَى لِسِمْعان. ٣٥فرَوَيا ما حَدَثَ في الطَّريق، وكَيفَ عَرَفاه عِندَ كَسْرِ الخُبْز.

الموعظة

في البداية لدينا نبي جليلي أحدث ضجة معينة؛ ضجيج لم يكن له أي صدى خارج هذه المنطقة الصغيرة الممتدة من الجليل إلى اليهودية. لقد فاجأ معاصريه إلى درجة أنهم تساءلوا حول هويته: «من هو؟، من أين أتى؟» جذب تلاميذ وأثار قلق السلطات لدرجة أنها أمرت بقتله. لم يكتب أحد سطرًا واحدًا عنه آنذاك: لا شيء يشبه تقاريرنا أو مقالاتنا. كل شيء مُسجل في الذاكرات. ثم يأتي الخبر المذهل: إنه حيّ.

يمكن للمرء دائمًا قول أشياء كهذه، ويمكن للمرء بسهولة العثور على شهود يؤكدون رؤيتهم للقائم من بين الأموات. قد يقول المفكر الفرنسي باسكال إنه يُصدق الشهود الذين يُقدمون على قتل أنفسهم لدعم شهادتهم، لكن هذا لا يُقنعه تمامًا. ومع ذلك، دعونا نلاحظ أنه إذا وجدنا أشخاصًا قادرين على مواجهة الموت لدعم قضية أو فكرة، فقلما نجد من هم قادرون على الموت ليشهدوا على حقيقة. الشيء المدهش هو ما يحدث بعد ذلك. هذا النوع من الأخبار لم يحرك مشاعر الكثير من الناس أبدًا.

الشيء الفريد عن يسوع هو أنه، وبشكل غامض، بدأ عدد متزايد من الناس يؤمنون بذلك. بشكل غامض، لأنه من ناحية أمر لا يصدق، ومن ناحية أخرى الذين تلقوا الرسالة لا يملكون إلا أقوال وأفعال الشهود كأساس لإيمانهم. فقيامة يسوع ليست «دليلاً» وليس لها أي دليل: إنها نداء إلى الإيمان. وهناك حقيقة فريدة أخرى تتمثل في الديناميكية غير العادية التي تسيطر على الشهود. يبدو وكأنهم قد تحرروا.

ديناميكية تجعلهم يتكلمون ويتصرفون ولكنها تمنحهم أيضًا نوعًا من السلطة على الأشياء (انظر المعجزات، «العلامات» التي احتفظ بها سفر أعمال الرسل). إن القوة التي أقامت يسوع تعمل أيضًا في المؤمنين، وهذا هو المكان الذي يمكننا أن نلمسها فيه. هؤلاء الشهود هم يهود: يكتشفون أن هذه القيامة تتفق مع كل ما قرأوه في الكتاب المقدس، وأن هذا هو ما كان يتم إعداده، وأن هذه القصة بأكملها كان لابد أن تؤدي إلى ذلك: يسوع قام «حسب الكتب»، وهكذا «أتمهم».

لدينا شهود يدركون أنهم يمتلكون مفتاح القصة بأكملها. يسوع هنا منذ البدء، بما أن التاريخ بمجمله يعد له (الكتاب المقدس لا يكشف فقط عن معنى تاريخ إسرائيل، بل، بدءًا من إسرائيل، معنى تاريخ العالم)، يسوع هذا، هو أيضًا إنسان النهاية؛ مازلنا في طريقنا ولكن لكي نلحق به حيث هو، للانضمام إلى قيامته. وهذا هو المكان الذي تقودنا إليه الديناميكية التي تحدثت عنها (وهي كلمة غير مناسبة إلى حد ما). الديناميكية هي الروح نفسه. الكلمة سوف تُكتب.

كتابة انطلاقاً من جماعة المؤمنين حاملة للروح؛ كتابة يتم من خلالها تشكيل الجماعة واستمرارها. سيتم كتابة هذا الكتاب بطريقة تظهر لنا أن المسيح هو الكلمة الذي يؤسس الكون ويدعمه ويقوده ويملأه. جسد المؤمنين هو المكان الذي يتجسد فيه المسيح الكلمة. في حديثه عن تلاميذ المسيح، قال عالم الشريعة جملائيل:

«يا بَني إِسرائيل، إِيَّاكم وما توشِكونَ أَن تَفعَلوه بِهٰؤلاءِ النَّاس (...) كُفُّوا عن هٰؤُلاءِ الرِّجال، وٱترُكوهم وَشأنَهم. فَإِن يَكُنْ هٰذا المَقصَدُ أَوِ العَمَلُ مِن عِندِ النَّاس فإِنَّه سيَنتَقِض؛ وإِن يَكُنْ مِن عِندِ الله، لا تَستَطيعوا أَن تَقْضوا علَيهم. ويُخْشى علَيكم أَن تَجِدوا أَنفُسَكم تُحارِبونَ الله (أع 5: 35-39). ها نحن هنا: لم يتمكن أي شيء من جعل هذا المشروع «يختفي». إن معجزة المعجزات، تلك التي تشهد على قوة القيامة، هي أنه بعد عشرين قرناً من موت يسوع الناصري، بدأ الرجال والنساء يؤمنون.

«إن «برهان» الإيمان هو إيماننا نفسه. الإيمان «للهِ الَّذي يُحيِي الأَمواتَ ويَدعو إِلى الوُجودِ غَيرَ المَوجود» (رو 4، 17). والمعجزة هي أن الكلمة تستمر في إعطاء نفسها جسداً يسمى الكنيسة.

SHARE